تعتبر المعالم التاريخية سجلاً بصرياً بالغ الدِّقة عمَّا أبدعه الأسلاف قديماً في مجال البناء والتعمير فهي تخلو من الذاتية وتتسم بالموضوعية ما جعلها تقدم شهادة صادقة عن مستوى تحضرهم،ولأنها إبنة بيئتها فقد تأثرت بما جادت به الطبيعة في مدينة ندرومة من مواد بناء،حيث بُنيت جميع مبانيها على اختلاف طابعها بالتراب المدكوك والحجارة الغير مشذبة والخشب وغيرها من المواد التي جلبت من النواحي المجاورة للمدينة العتيقة،وقد نحت بذلك نحو حواضر المغرب الإسلامي التي شيدَّها السلاطين وفق قواعد فقه العمران الإسلامي،إذ تبوأ الجامع المرابطي في مدينة ندرومة مركزها ولفته باقي المنشآت المدنية المتمثلة أساساً ثم العسكرية المتمثلة في السور الذي يعتبر بمثابة الحزام الخارجي للمدينة ضدَّ الغزاة. |