هذا العمل المتعلق بالإمام الحافظ الكبير أبي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ البصري (ت 204هـ) هذا الإمام الثقة الكبير الذي كَانَ يَسرُدُ مِنْ حِفْظِهِ ثَلاَثِيْنَ أَلْفَ حَدِيْثٍ. وكَانَ شُعْبَةُ يُحَدِّثُ، فَإِذَا قَامَ، قَعَدَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَأَملَى مِنْ حِفْظِهِ مَا مَرَّ فِي المَجْلِسِ. تتبعنا فيها آثاره العلمية، ومواضع وجودها في مكتبات العالم الخطية، والدراسات التي كتبت حولها، وما طبع منها، وقد حرصنا على تتبع جميع مصنفاته؛ المطبوع منها، والمخطوط، والمفقود، مع محاولة الاستيعاب ما أمكن، كما تتبعنا باستغراق الدراسات التي كتبت عنه، أو قامت عليه كالشروح، والزوائد، والترتيب والتبويب وغيرها. وهو رصد مفيد نافع لأهل العلم والمشتغلين فيه؛ لما فيه من جمع نثار ما تفرق من آثار هذا الإمام الكبير في بطون المكتبات الواسعة، لاسيما النسخ الخطية لكتابه المسند الذي توزعت مخطوطات هذا الكتاب النفيس في شرق العالم وغربه، وشماله وجنوبه؛ فمنه نسخة خطية محفوظة في طوبقبوسراي أحمد الثالث، وفي إزميرلي إسماعيل حقي، ونسخة أخرى محفوظة في المكتبة آصفية، وأخرى محفوظة في خدابخش، ونسخة أخرى وأخرى في رشيد دحداح، ونسخ أخرى خطية متعددة محفوظة في المكتبة أوقاف بغداد، ونسخة أخرى محفوظة في كارل ماركس بلايبزج، وهناك صور عن هذه النسخ محفوظة في مركز جمعة الماجد بدبي، وفي معهد المخطوطات بالقاهرة. وهناك عدد من هذه المجلدات من الكتاب في المكتبة الواحدة، وفي بعضها نسخ خطية متعددة من الكتاب، وقد فصلنا وصف هذه النسخ بأرقامها، وعدد أوراقها، وسنة كتابتها، وأرقام حفظها، وما تيسر لنا من بقية أوصاف كل نسخة بطريقة مختصرة مركزة. والذي توصلنا إليه في هذه الدراسة والتتبع أن هذا المسند ليس هو من تصنيف أبي داود الطيالسي، وإنما جمعه له بعض الحفاظ الخراسانيين، فيما رواه يونس بن حبيب عنه خاصة. فقد ذكره الحافظ الذهبي في "سير النبلاء" وقال: "صَنَّفَ أَبُو مَسْعُوْدٍ الرَّازِيُّ لِيُوْنُسَ بنِ حَبِيْبٍ (مُسْنَدَ أَبِي دَاوُدَ)". وكذا ذكره ابن حجر في "المعجم المفهرس" رقم 481 وقال: "مسند أبي داود، سليمان بن داود الطيالسي. وهو القدر الذي جمعه بعض الأصبهانيين من رواية يونس بن حبيب عنه". لذا نجد فيه روايات، من رواية يونس بن حبيب عن غير أبي داود الطيالسي.